Tuesday, July 20, 2010

108


This Time
Share

للمغنية سيلين ديون
 أغنية جميلة جداً و ملهمة غنتها لمناصرة النساء ضحايا العنف المنزلي لفضح الواقع المرير الذي يعشنه على حقيقته و لدعمهن في التحرر من ربقة الظلم الذي يقع عليهن، عنوانها "هذه المرة This Time"
       


هكذا تبدأ الأغنية...
One more hour burns
So scared of his return that I can’t sleep tonight
In this hospital light
إذن ترسم لنا صورة حزينة لمأساة تلك المرأة المضطهدة و هي ترقد طريحة الفراش في المستشفى نتيجة لإصابة ألحقها بها شريكها و هي رغم ذلك غير قادرة على أن تخلد للنوم من شدة خوفها من اللحظة التي سيصل فيها هذا الرجل إلى باب غرفتها
ألتقيت في حياتي العديد من النساء اللائي قام و يقوم أزواجهن بضربهن و منهن الجارات و القريبات. مشكلة العنف المنزلي ليست و بكل تأكيد مقتصرة فقط على المجتمع الغربي بل هي موجودة كذلك في مجتمعاتنا. و في حين أنها تعتبر بشتى صورها ظاهرة غير قانونية  لدى الغرب إلا أنها جزء لا يتجزأ من ثقافتنا في الشرق بل إنها توجد حتى في عمق كتابنا المقدس:
وَٱلَّٰتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَٱهْجُرُوهُنَّ فِي ٱلْمَضَاجِعِ وَٱضْرِبُوهُنَّ



و تنساب الموسيقى...

What you call a tragedy is just another day to me
For my heart beats with fear
When his footsteps draw near
استمعت لهذه الأغنية عدة مرات و فكرت في مشكلة العنف المنزلي و كيف أنني كلما ظننت أنها إلى زوال، أعادت حادثة أو اثنتين جديدتين إلى ذهني أنها لا تزال في أوجها.
و لكنني تذكرت بأن الواقع في الشرق الأوسط أشد مرارة و أن العنف أخطر و أكبر و لا يقف فقط عن حد العنف المنزلي. فالخطر الرئيسي الذي تتعرض له النساء في الشرق الأوسط في نظري هو العنف الديني، و أقصد به ذلك الذي يكون المحرض الرئيس من ورائه هو الدين. إنه أسوأ أنواع العنف طراً فهو قد يتمثل في شكل عنف جسدي أو لفظي أو معنوي أو جميعها و هو يتميز بأنه عنف... مقدس! هذا العنف لا يقتصر فقط على النساء اللائي يدخلن علاقات مع رجال ساديين بل هو عنف يطارد كل امرأة شرقية منذ مولدها و إلى  مماتها. يمارس ضدها سواء كانت متزوجة أو غير ذلك. يمارسه عليها الرجال و النساء على حد سواء. بل و تمارسه هي ذاتها ضد نفسها.
ما الذي جعلتني هذه الكلمات أفكر فيه؟ ما الذي خطر ببالي عندما استمعت لهذه الأغنية؟
The life I’ve meant to lead won’t slip away from me
Cause This time is the last time
I know that my eyes have seen too much
أجل لقد رأت عيناي ما يكفي. رأت عيوننا ما يكفي من التحقير و تحطيم الثقة و طعن الأحلام الجميلة. يكفينا 14 قرناً من التجمد على حال واحدة لا تتبدل، حال لا تسر صديقاً و لا حتى عدواً. أجل كل النساء الشرقيات قد عشن العديد من اللحظات العصيبة في هذه الحياة، لم يكن ذنبهن فيها إلا أنهن نساء
This nightmare is not fair and I have had enough
You break me and as I bleed you just say you’re sorry
و من المذهل أنه لا أحد مستعد لتحمل المسئولية عن كل هذه المآسي التي حدثت و لا تزال تحدث للمرأة الشرقية. لا أحد مستعد لمجرد الاعتذار عن هذه الطعنات التي أنزفتها كرامتها قطرة تلو قطرة، دع عنك التصدي لتطبيبها. المجتمع يلقي بالجريمة على كاهل الله و كلما ناقشت أحدهم عن تعدد الزوجات مثلاً يجيبك بأن هذا كلام الله. و لو سألتهم كيف تقبلون أن يضرب الزوج زوجته يقولون لك هذا حق أعطاه الله للرجل و من أنت حتى تجادل في كلام الله. فإذا قلنا لرجال الدين، إذا قلنا لنواب الله على الأرض إنما إلهكم إله ظالم فإنهم يتنصلون و "ينصلونه" من المسئولية تماماً و يلقونها على عاتق المجتمع. فعندما نسألهم مثلاً كيف تجرأ محمد و قال أن النساء ناقصات عقل و دين؟ يقولون أنه لم يقصد بذلك معنى سيئاً و إنما هي غلطة المجتمع الذي فهمها خطأ! و إذا قلنا لهم لماذا أمر الله المرأة بطاعة زوجها يردون أن الله لم يأمر بذلك و لكن المجتمع فهم كلام نبيه خطأ. من المسئول إذن؟ أ ليست معرفة الداء نصف العلاج؟

You call this love?!
أما المضحك المبكي بحق فهو أنك بعد كل هذا تسمع أحد ضحايا هذا الدين يقول: الإسلام كرم المرأة

But this time your lies are not enough
و لكن ما سمعناه من أكاذيب و نفاق لم يعد كافياً ليبقينا حبيسات لهذه التعاليم البربرية البالية التي ربما كانت مقبولة في المجتمعات التي نشأت عنها قبل قرون و لكنها لم تعد مقبولة بتاتاً الآن. هذه المرة في هذه اللحظة يجب على كل النساء أن يقفن في وجه الظلم و القمع الذي يمارس ضدهن باسم الدين و يقلن لا. لا لجعلنا بشراً من الدرجة الثانية، لا لجعلنا عورات، لا لاعتبارنا مجرد أجساد مغرية و شيطانية، لا لاعتبارنا ناقصات.

There's nothing left of this
Your whispered words and empty threats
Rip away the seams of what I thought this would be

ماذا غير التهديد و الوعيد يمكن أن يجبر إنساناً على أن يرضى بإذلاله و إهانته؟ و الأسوأ في مسألة العنف الديني هو أن هذه التهديدات كلها كاذبة و مبنية على أساطير و خرافات لا أساس لها من الصحة:
  • إن لم تسمح الزوجة لزوجها باغتصابها في عز ما هي منهكة و غير راغبة فإن الملائكة ستلعنها
"إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت فبات غضبان عليها لعنتها الملائكة حتى تصبح "
و لكن الملائكة كائنات لا وجود لها!!!

  • لو كشفت المرأة عن شعرها فإنها ستحرق بالنار يوم القيامة
"على كل شعرة جمرة"
حسناً ابتسمي، ليس هناك من جهنم :)

  • على المرأة أن تكون دائماً خاضعة لسلطة رجل ما
"الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم..."
و لكن سيدتي هل يوجد حقاً ما يسمى ب"الله"؟؟

كم يحزنني أن تكتفي المرأة في مقاومة هذا القهر و الظلم بأن تدعي الله على الظالم. و هي لا تعلم أن هذا الله هو السبب في كل الظلم الذي وقع عليها. و هو فوق ذلك غير موجود!!


The last thread has come undone
To reveal what I've become
Another victim of a poison love
نحن ضحايا لحب هذا الإله الخيالي لنا، ذلك الحب المريض. ضحايا لرغبته بعلمه المطلق لإرشادنا لما يصلح لنا و يصلح حالنا. يظن الإله أنه يعرف عنا أنا ضعيفات الشخصية، ضعيفات العقل و التفكير، ضعيفات التحكم في النفس، خنوعات بطبعنا و مجردات من كل كرامة بشرية. من لاحظت على نفسها كل هذه الصفات؟ حقاً و صدقاً هل أنت امرأة على هذه الطريقة الإلهية؟ هل أنت هذا الكائن المشوه الذي يتخيل الإله أنه خلقه؟؟




I’ve been afraid for years
But that won’t keep me here
What remains a mystery
You can not have the best of me
So I'm taking back
All you took from me
ثوري يا سيدتي و تمردي و اعلني رفضك لظلم المجتمع الذكوري و ظلم إلهه الذكر و نبيه الذكر. لن يسيطروا عليك و يخضعوك. لن يتمكنوا من التغلب عليك و تحطيم كرامتك.
لو كنت عزيزتي من اولئك اللائي انكسرن و استسلمن في يوم من الأيام لضغط المجتمع و قسوته و تنزلت عن حق من حقوقك أو اقنعت عقلك غصباً بكل الأشياء السيئة التي قالوها لك عنك، فتذكري أن الأوان لم يفت بعد لتستعيدي كل ما أخذوه منك فيما مضى. و اعلمي أنه لو تبقت في حياتك لحظة وحيدة فإنها تستحق أن تعيشيها كإنسانة عزيزة، مكرمة، و فخورة بنفسها.






No comments: